عودة >

أين تجدوننا؟

  • في الدويلعة
  • في الدويلعة
  • في الدويلعة
  • في الدويلعة
  • في الدويلعة
  • في الدويلعة
  • في الدويلعة
  • في الدويلعة
  • في الدويلعة
  • في الدويلعة
  • في الدويلعة
في الدويلعة

أُخوّتُنا تَسكُنُ في حارةِ "حلوة وصغيرة" في قلبِ دويلعة - الشام. بيتُنا عربيٌّ صغير وحيُّنا شعبيٌّ جدّاً وفقير. حيطُنا على حيطِ الجيران من كلِّ الجهّات. البُيوت ملتسِقة ببعضها والحارات ضيِّقة لا تنتهي. محلّات، دكاكين، صالونات حلاقة، عيادات، جوامع، كنائس، الكلّ يحيّي بعضِه على الطريق... مِنطقةٌ تعُجُّ بالناس. شعبُها الذي كان بأكثريّتِه من حوران، أصبحَ تدريجيّاً، وخاصةً بعد الحرب، من مختلفِ المناطق والأديان والثقافات والتقاليد...

ونحنُ أيضاً، أربع أَخوات من مختلف الأجناس والأعمار والعادات والأطباع...ورغمَ اختلافنا ومتطلّباته، نعيشُ معاً حياة جماعيّة. جاندارك ومريم نور، من لبنان، تهتمّان بشؤونِ المنزلِ  والحضورفي الحي مع الجيران والأصدقاء. أمّا تريزا تشُونغ، وهي أختٌ فيتناميّة، تعملُ في مطبخِ إحدى مستشفياتِ الشام من جَلي وغسيل الخضرا وقطعِها... وغِنا، طالبةٌ لُبنانيَّة، تعملُ في ورشةِ طباعة على القماشِ من فرزِ القُطع ومدِّها ومن ثُمَّ تنشيفها...الإثنتان مندمجتان في وسط ِعملِهِما لكسبِ المعيشةِ ولمشاركةِ العمّال في كلّ ظروف عملِهم.

يعيش الناس هنا ظروفاً صعبة، والحرب زادت على ذلك، ونحن هنا معهم نعيش الظروف ذاتها. رغبتُنا الوحيدة في حضورِنا هنا، أن نكون مع الناس وأن نصبح شيئاً فشيئاً منهم وفيهم. نجلسُ ونتحدّثُ مع بعض، نأكلُ مع بعض، نفرحُ ونحزنُ ويخيبُ أملُنا مع بعض، ننتبهُ لبعضِنا البعض، نتعلّمُ من بعض... فرحُنا أن نكون قريبين جدّاً وفي علاقةِ صداقة ٍوإلفةٍ في السَكنِ، في العملِ، في النقلِ العامّ، على الطريقِ، في الإنتظارِ بالصفِّ أمامَ الفرنِ... هذه هي حياتُنا، فقط أن نكون ببساطةٍ بما نحن ُعليه، فَنَعبُرُ مع الجمهوِر بثقةٍ ورجاءٍ "لأنَّ الله معَنا" وهوَ آبٌ محبٌّ لجميع ِالبشَر. هذا ما تصرخُ به صلوات "ربّ القوّات" في زمن الصوم للروم الكاثوليك في رعيّتنا، مار يوسف - الدويلعة، حيث نشارك معها الذبيحة الإلهيّة والصلوات ولقاءات الشبيبة وغيرها... ولأنّ العدد الكبير من جيراننا ينتمون إلى كنيسة الروم الأرثوذكس، نشاركهم في بعض الأحيان بالصلوات في رعيّتهم، مار الياس - الدويلعة المجاوِرَة لرعيّتنا مار يوسف، وهذا كعلامة وحدة.                                                                                    

والذي يعطي معنى حقيقيّ لكلّ ما نعيشه هو حياة الصلاة والسجود والحفاظ على أوقات الخلوة والصمت وقراءةحياتنا معاً مساء كلّ نهار وأيضاً مراجعة  قراءتِها في آخر الأسبوع... أن نكون مع الله وقريبين منه، نتحدّث معه ونتغذّى من كلمته، لأنّه هو أساس حياتنا وجوهر دعوتنا المندمِجَة في قلب العالم.

تاريخ الأخوّة

كانت منطقة الدويلعة ومعظم المناطق بجوارها كلّها بساتين وغير قانونيّة للسكن. ولكن مع تغيّر ملامح الحياة وحاجاتها، نزح سكّان القرى إلى المدينة من أجل كسب المعيشة فأتوا دفعةً دفعةً وبنوا وسكنوا. أغلبيّة الشعب الذي أتى واستقرّ في الدويلعة هو الشعب الحوراني، من حوران وسويدا، جنوب سوريا. ونحنُ، كنّا نبحث عن منطقة شعبيّة في الشام لنسكن فيها. وبما أن الأخوّة كانت سابقاً في حوران (خبب ثمَّ المسمية)، أتينا إلى الدويلعة سنة 1988 لنكون معهم وسكنّا فيها. وبتشجيعٍ من الكنيسة المحليّة، اخترنا أن نبقى في المنطقة وما زلنا حاضرين فيها حتى اليوم.  

 

رقم هاتف 963/11/4725278