عودة >

ماذا تريد أن تعرف؟

  • رسالة الميلاد
  • رسالة الميلاد
  • رسالة الميلاد
  • رسالة الميلاد
  • رسالة الميلاد
09 آب 2017
رسالة الميلاد

♪" ضوّي بليالي سعيدي       يا نجمي بيتا قريب" ....   "Venite adoriamo, venite adoriamo il Signore Gesù"

♪"upi mujawe upi mama upi… mecketcho upi mujawe" ♫

          إنّها اللازمة لترنيمة أفريقيّة تقول: "المجد لله في العُلى وعلى الأرض السلام". هذا النشيد الذي دوّى ليلة الميلاد منذ 2017 سنة في بيت لحم، دوّى أيضاً في عيد الميلاد في السنة الماضية في طرقات روما وفي ساحاتِها حيث يمرّ الكثير من السوّاح والحجّاج ومن أهل المدينة الذين يركضون بسباقٍ مع الوقت من أجل تحضيرات العيد المادّيّة.

          لقد كان لي الحظّ، إذ كنتُ في إيطاليا في السنة الماضية، أن أشارك مع أخوات السنة المشتركة اللواتي يتحضّرن للنذور الدائمة في روما (15 أخت من مختلف بلدان العالم) في "رسالة الميلاد". لقد حضّرنا تراتيل الميلاد بعدّة لغات (الإنكليزيّة، الفرنسيّة، البولونيّة، الألمانيّة، الإيطاليّة، الكوريّة، الفيتناميّة، الأفريقيّة، العربيّة...)، وحضَّرنا أيضاً مسرحيّة صغيرة وبسيطة: ألفريدو، حَمَلٌ صغير من الكرتون المغلّف بالقطن، يبحث عن الطريق للذهاب إلى مدينة بيت لحم ويتيهُ عن طريقه. يسأل المساعدة من المارّة وعندما يصل إلى المدينة يصطدم بحائطٍ من الأنانيّة، الكُره، الحرب، الظلمة، الحزن، الشكّ... وليس عنده أوراق ثبوتيّة رسميّة تُمكِّنهُ من اقتحام الحائط، ومَن في الداخل مشغولٌ بأُمورهِ ولا يريد أن يساعدهُ. وهكذا من جديد يطلب مساعدة أحد المارّة ويتخطّى الحائط ويدخل فيجد نفسه أمام الطفل يسوع ومع الوجهة الأخرى من الحائط يجد المحبّة، السلام، الفرح، الوداعة، الرجاء، الثقة...

          وهكذا مع كلّ "أمتعتِنا" وأدوات العزف وألفريدو والنجمة و...ولعدّة أيام، قطعنا طرقات روما، وقفنا في الساحات العامّة، في الشوارع الواسعة، داخل مائدة لكاريتاس، في سوق الخضار، في مركز لإستقبال النازحين القاصرين، وأيضاً داخل عربات الميترو. كما ذهبنا إلى منطقة ال"marche" في وسط إيطاليا التي كانت تعاني من الهزّات الأرضيّة العنيفة حيث سكان هذه المنطقة فقدوا بيوتهم والعديد من أفراد عائلاتِهم. لقد كانت فرصة للقاء مع الكثيرين حيث تشاركنا معاً فرحة الميلاد وحملنا لبعضنا البعض الرجاء وإبتسامة صغيرة تُدخِل البهجة في القلوب. مع الكثيرين عشنا مشاركاتٍ عميقة: تحدّثنا عمّن نحن وماذا نفعل، إستمعنا إلى همومِهم، أفراحِهم، ما يُكوِّن حياتَهم... والعديد منهم تركوا أمام الطفل يسوع بعض النوايا التي رفعناها بصلواتِنا كلّ مساء حيث ذكرنا الأفراد، عائلاتهم، أصدقائهم، وأحياناً العالم كلّه. وهكذا كنّا بتواصلٍ مستمرّ معهم من خلال نواياهم.

          نِعَمٌ كثيرة تلقّيناها وشكرٌ كبير لكلّ العائلات والأشخاص الذي استقبلونا وفتحوا لنا قلوبَهم واستقبلوا رسالتَنا بكلّ سخاء، وشكرٌ لشهادة حياتِهم وشهادة إيمانِهم الكبيرة.

          إنّها خبرة عشتُها منذ عيد الميلاد في السنة الماضية، وأحببتُ أن أشاركها معكم وقد عدتُ الآن إلى لبنان من جديد وفي قلبي يرنّ صدى كلمات الإنجيل: "ورجع الرعاة وهم يمجِّدون الله ويسبِّحونه على كلّ ما سمعوا ورأوا كما قيل لهم." (لو2/20)

الأخت الصغيرة ديانا ماريّا يسوع