"سترون السماء منفتحة، وملائكة الله صاعدين نازلين فوق ابن الإنسان" (يو 1/51). وسترون سقف كاتدرائيّة مار الياس المارونيّة، في ساحة فرحات – حلب، منفتح وأصوات التراتيل والندوة عن حياة مار مارون صاعدة مباشرة إلى السماء. 

شاركت مع الأخت كارول في 13/أيلول في حضور هذه الندوة التي ألقاها كهنة الأبرشيّة المارونيّة برعاية سيادة المطران يوسف طوبجي للموارنة في ختام سنة الشهادة والشهداء، التي قد سبق وأعلنها سيادة البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي. تكلّم الأبّ أنطوان فريج عن تاريخ وانطلاقة الكنيسة المارونيّة، وعن حياة مار مارون النسكيّة الرسوليّة وكيف ألّف مع الناس في كالوتا (شمال حلب) شبه حياة مشتركة، حياة صلاة وعمل، وأطلق عليهم اسم بيت مارون. تكلّم الأبّ الياس عدس عن الروحانيّة المارونيّة السريانيّة. هي كنيسة أنطاكيّة، خلقدونيّة في شركة تامّة مع الكرسيّ الرسوليّ، بطريركيّة ذات طابع نسكي ورهبانيّ وكنيسة إرساليّة متجسّدة في العالم وصاحبة رسالة محورها الإنسان: المسيحيّ – المسلم. أمّا دعوتنا اليوم فهي مواصلة الرّسالة، والتنشئة الرعويّة على الكتاب المقدّس، مع الاهتمام بالبيئة الإنسانيّة وتعزيز الحوار المسكونيّ. أمّا الأبّ إيلي طوبجي فاختار مشاركته من رسالة البطريرك عن الشهادة والاستشهاد. ركّز على الإيمان بيسوع المسيح أوّلاً، وعلى تجاوبنا لحبّه ومحبّة كنيستنا المارونيّة. وتكلّم أيضًا كيف أنّ أجدادنا حافظوا على الإيمان بالرّغم من الاضطهادات على مرور الزمن. اليوم علينا أن نكون أمينين لشهادتنا ليسوع المسيح. وعلى مثال الرّسل نبقى بدورنا ثابتين على الإيمان به حتّى الموت. في الختام صلّينا ورتّلنا مع الكورال صلاة مساء عيد الصليب. 

تأثرنا كيف عاش مار مارون وتلاميذه والكنيسة المارونيّة الحياة النسكيّة الرسوليّة على مرّ الأجيال والتي تميّزت بها كنائسنا في الشرق، وهذا يتفق مع حدس الأخت مادلين مؤسّستنا وعيشنا لروحانيّة الأخوّة حيث تقول: "إنّ البعد النسكيّ يجعل من اندماجكِ في العالم شهادة ليسوع، وبذلك تدخلين في سياق تلك النسكيّة الرسوليّة التي تميّزت بها كنائسنا في الشرق. ولكي تظلّي متّحدة بيسوع في ألفة الحبّ، ستحافظين، وأنتِ وسط العالم، على النسك الداخلي".

الأخت الصغيرة هنرييت يسوع