عودة >

ماذا تريد أن تعرف؟

  • خبرة صديقتنا غنا في الهرمل
  • خبرة صديقتنا غنا في الهرمل
  • خبرة صديقتنا غنا في الهرمل
  • خبرة صديقتنا غنا في الهرمل
26 كانون ثاني 2018
خبرة صديقتنا غنا في الهرمل

دخلنا بيت الأخوّة في الهرمل وكان النور هناك.
وأنا التي أبحثُ فيالنور، أخذتُ ألاحقُه وأصورُه. أدخلُ غرفة غرفة، أجتازُ البيت وأنا أتأمل، مندهشة بكل شيء. كل شيءٍ قديم. كل شيءٍ جميل.
غرف النوم والمطبخ، الحيطان، الأرض، الأبواب، الشبابيك، الخزائن...الرائحة.  رائحة إكليل الجبل المفلوش لتيبيسِه.
وهناكصورة الأخت الصغيرة مادلين تلوّح بيدها وكأنّها تراني من بعيد. لا أعرف ولكنها حيّتني.
هي التي اعتبرت نفسها غريبة ونزيلة في هذا البيت.
وأنا؟ والأخَوات؟
ودخلتُ الكنيسة
ونمتُ في الكنيسة ليلتَين.
الكلمة المتجسّدة وهي هنا أمامي في بيت القربان، بقيَت صامتة. صامتة كلّ الليل وكلّ النهار.
هنا في "سيدة الزيارة" في الهرمل وفي مخيّم البصّ في صور وفي البوشرية ورأس النبع وأيضاً في الشام... تقرر أن تبقى صامتة.
الكلمة تقرر أن تبقى صامتة.
غريبٌ أمرك أيها الإله.
حضورٌ صامت وخفي في وسط شعبِك. يسوع وحياته الخفيّة في بيت لحم والناصرة. حياةٌ تأمليّة في وسط العالم.
وهذه الكنيسة الوحيدة في الهرمل... لا أعرف ماذا أقول عنها، ولكنني بكيت. بكيت هذا الحب... تاريخ هذه الأخوّة هنا في الهرمل... تاريخ الرب مع شعبِه... حضوره في طبيعته... حضوره في أصغر التفاصيل وفي أبسط الأمور.
والأخوات الصغيرات في الخارج يقطفن الزيتون، وهنَّ وتحت وعلى وبين الأشجار، في خلوة الحب، في حديثٍ مع الرب، يتعاونَّ، يتشاركن الخبرات، يفرحن ويرنمن
والأخت الأصغر "بربارة يسوع" تجلس أمام مدخل البيت تشاهدنا وهي تضحك فتُضحكنا معها.
وأنا أرجعُ إلى النور وإلى بحثي فيه، فأسأله أن يريني أرضي، أن يريني بيتي فأنطلق إليه.

 

                                                                                                                                  غنا عبّود