عودة >

ماذا تريد أن تعرف؟

18 نيسان 2018
خبرة مرافقة في السجون

منذ عودتي إلى الهرمل في أيلول 2017 التزمت في مرشديّة سجون البقاع (زحلة وبعلبك)، مثلما اعتدت أن أزور السجون الكبيرة في منطقة بيروت عندما كنت في أخوّة البوشرية.                                                                      

أذهب ثلاث مرات في الأسبوع. التزامي في هذا المحيط المتروك يحتاج إلى: إصغاء،تجاوب، انفتاح، احترام، وخاصة حنان لمن ليس له شيء من هذا القبيل، كالآسياويّات خاصة الأثيوبيّات. لقاءاتنا متنوّعة جدًّا من: شهادة حياة، موضوع اجتماعي، أخلاقي، معنوي، مشاركة حول فنجان قهوة... الهدف منها أن يكتسبوا حريّة داخليّة رغم سجنهم لانطلاقة جديدة من دون حكم مسبق. أركّز على كلمة الله التي تغذّيهم وتعطيهم معنى لحياتهم. الجو جميل جدًّا وأخوي حيث يمكن للكلّ التعبير والمناقشة بكلّ حريّة. لا يقتصر عملي على زيارتي لهم في السجن إنما ألتقي بعائلاتهم لتحسين الرباط معهم. وأجتهد مرارًا أن أوعّي زوّارنا لحالة سجنائنا فمنهم يتجاوبون بشكل إيجابي. تمنّى شماس من كنيستنا أن يلتحق بنا في هذه الخدمة، أشكر الله على حماسه ومساندته، فهو له تأثير جيّد بين الرجال. نشعر أنّهم ينتظروننا بفارغ الصبر لأنّهم يشعرون أنفسهم مفهومين أحيانًا أكثر من عائلاتهم.

أعياد الميلاد ورأس السنة كانت مناسبة لشيء من الفرح. في بعلبك نسبة المسيحيين واحد في المئة، فكان الجو حلو والكلّ كان يغنّي من عمق قلبه، والجميل في هذا أنّ بعض أصحاب محلات الحلويات أهدونا الحلويات. أمّا عيد الميلاد عند الأثيوبيات كان منتظرًا بكلّ ما فيه (قداس، هدايا، حلويات).                                                                 

تُفاجئنا كثيرًا شهادة حياتهم مثلاً: شابة أثيوبيّة تهيّأت بصلاتها للامتثال أمام المحكمة بوضع يدها على الإنجيل لتثبيت براءتها راجية أن يفعل هذا بذاته المُتهِم، مسلمة هذا كلّه للرّب. وآخر يتراجع عن انتقامه ويجتهد أن يسامح.                  

أمام حال السجناء وأسئلتهم لا نجد أحيانًا أي جواب ولا نستطيع إلاَ القليل ونرفعهم بصلاتنا. مع كلّ هذا اتّكل على الرّب وعلى محبته لكلّ إنسان لأنّه رحيم ومحبّ للبشر.

الأخت الصغيرة سميرة يسوع