عودة >

ماذا تريد أن تعرف؟

  • الجمال في وسط الألم
  • الجمال في وسط الألم
  • الجمال في وسط الألم
  • الجمال في وسط الألم
21 أيار 2018
الجمال في وسط الألم

منذ بداية هذه السنة، وأنا أذهب مع جمعيّة JRS(الهيئة اليسوعيّة لخدمة اللاجئين)، التي فتحت مركز اجتماعي وصحّي في منطقة مسلمة (الصاخور) تأذّت ودمّرت بسبب الحرب. لست ملتزمة بشيء خاص هناك، إنّما حاضرة لكلّ من ألتقي بهم في الشارع، سواء من الأطفال أو من النساء اللواتي يقصدن المركز، وأحيانًا أقوم بزيارة بعض العائلات في المنطقة مع فريق الزيارات.

لا يوجد عائلة إلّا وتأذّت بهذه الحرب، لكن لديهم قوّة وشجاعة، خاصّة النساء، لمتابعة الحياة ورغبة بتعلّم مهنة وكسب لقمة عيشهم أكثر من استلام المساعدات. كما أنّ الأطفال عاشوا خوف الحرب وكبروا فيها. كبروا قبل وقتهم ولم يعيشوا طفولتهم كما يجب. ومع ذلك في قلوبهم براءة كبيرة. تعلّمت كثيرًا منهم، وأمام أوضاعهم أشعر بعجز كبير: "عندما لا نقدر أن نعمل أيّ شيء ونتألّم لعدم مقدرتنا على التخفيف من كلّ هذه الآلام، فنحن نكون في قلب دعوتنا التأمّليّة" (مجمع 2017).فالصاخور مدرسة روحيّة لي، أعيش فيها خبرات عميقة حيث أرى قوّة الحياة، والله الذي هو "إلهٌ واحدٌ أبٌ لجميعِ الخلقِ" (أف 4/6). تقول الأخت مادلين: "لن تنسي أنّه، في الغالب، سيكون الصغار والفقراء هم الذين يبشّرونك بالإنجيل ويكشفون لك يسوع":

  • امرأة فقدت خمسة أولاد مرّة واحدة في الحرب بسبب صاروخ نزل على بيتها، وفقدت زوجها بعدها بقليل. تأثرنا بالسلام الذي يسكنها، على الرغم من كلّ ما عاشته. إنّها إنسانة مؤمنة وتعيش واقعها بإيمانٍ، بشجاعةٍ وبتسليم؛ تكافح من أجل تربية أطفالها الباقين الذين يعملون أيضًا بعد المدرسة لكي تستمر الحياة.
  • امرأة أخرى لها من العمر حوالي 70 سنة حلمها أن تتعلّم القراءة والكتابة، أتت إلى المركز للتسجيل على دورات محو الأمّيّة.
  • وهذا الطفل الذي التقيت به في الشارع، بعد حديثنا سألني إن كان لديّ ألعاب في البيت بهدف إحضار واحدة له. عندما سألته أي لعبة يريد، أجابني: كلّة (دحل)...لا يريد سوى كلّة واحدة. أندهش ببراءته وتواضعه، فهو سعيد بهذا القليل.

أشكر الله على الجو الأخويّ والتعاون بين كلّ العاملين في الجمعية، على الإنسانية وروح العطاء. أفرح كثيرًا بما أفعله، ربّما لا أفعل شيء، ولكن فرحي أن يشعر كلّ إنسان أنّه محبوب كما تقول الأخت مادلين: "شكّلنا أخوّة صغيرة يكلّ معنى الكلمة على الطرقات...لم نقدم على أيّ أمر خاصّ...نحن هناك ببساطة، لنشهد عن حبّ يسوع الذي لا يزال مجهولاً. ففيما إذا اطّلع أيّ شخص على برنامجنا اليوميّ، سيقول من دون شك بأنّنا نضيّع وقتنا. لكن هذه هي دعوتنا: أن نجعل الرّبّ محبوبًا من خلالنا، من خلال صداقتنا، من خلال وداعتنا ومحبّتنا".

الأخت الصغيرة كارول يسوع