عودة >

ماذا تريد أن تعرف؟

  • أجيالٌ تنمو مع العمل الرعويّ الجامعيّ
  • أجيالٌ تنمو مع العمل الرعويّ الجامعيّ
10 كانون ثاني 2018
أجيالٌ تنمو مع العمل الرعويّ الجامعيّ

          منذ عودتي إلى لبنان هذا الصيف، طُلبَ منّي أن ألتزم بالعمل داخل "بيت العمل الرعويّ الجامعيّ" -اللوكال- في الدكوانة وذلك بالحضور في هذا المكان كلّ يوم من الساعة الثالثة بعد الظهر وحتى السابعة مساءً. وقد فرحتُ كثيراً بهذا الالتزام لأنّي كنتُ سابقاً من الملتزمين في "العمل الرعويّ الجامعيّ" عندما كنتُ في سنّ الشباب، أي منذ ما يقارِب 30 سنة، وهذا الالتزام كان لهُ تأثيرٌ كبير على مسيرتي الروحيّة والإيمانيّة. ولا أُخفي أنّ الحضور في هذا المكان يعطيني الكثير من الفرح، يُعيد إليّ حماس الشباب كما يعيدُ إليّ الكثير من الذكريات الجميلة في فترة دراستي الجامعيّة.

أمّا ما عشتُهُ في الأسبوع الماضي فكان لهُ طعمٌ خاصّ ونكهةٌ مميَّزَة. فقد أتى شربل عنقة (وهو أحد الشباب) وقال لي أنّهم سيحتاجون إلى فرشات الإسفنج الموجودة في اللوكال لأنّ عندهم ويك إند روحيّ في مكانٍ ما، وقال لي أنّه سيُرسِل في الغد شابّاً يعمل عند والدِهِ ليأخذ الفرشات. وفي الغد أتى الشاب ومعهُ رجلٌ في منتصف العمر وقال لي: أنا والِد شربل عنقة. فكانت المفاجأة لي كبيرة جدّاً عندما رأيتُ هذا الرجل ذا الشعر الأبيض، إنّه برنار عنقة الذي أعرفُهُ من العمل الرعويّ الجامعيّ منذ 30 سنة. فبدأتُ أتحدّث معهُ عن إلتزاماتِنا السابقة في هذا النشاط وعن كلّ الأشخاص الذين أعرفهم ويعرفهم منذ ذلك الوقت. ولدى عودتي إلى الأُخوّة، وأيضاً بالصدفة كنتُ أبحث في أغراضي عن شيءٍ قديم ووجدتُ مجموعة من الصور من سنة 1986، 1987 مع شبيبة العمل الرعويّ الجامعيّ ممّا أحيا عندي الذكريات من جديد.

وبعد يومين، وبينما كنتُ في اللوكال، إذا بريتا نويل موسى (وهي أيضاً من الشبيبة) تأتي إلى اللوكال بصحبة والدتِها ندى مطر التي قالت لي هي أيضاً بأنّها كانت ملتزِمة سابقاً مع العمل الرعويّ الجامعيّ منذ سنة 1986 تقريباً، فأرَيتُها الصوَر لترى إذا كانت تعرف الأشخاص الموجودين فيها. وبدأنا معاً نسمّي أسماء الأشخاص ونندهش: هذا الشاب أصبح اليوم الأب أنطوان عوكر الأنطونيّ، وذاك الأب شربل باتور اليسوعيّ، وهذا هو سيّدنا جورج بقعوني، وهذا فارس شلهوب، وهذا بيار كبوجي، وفجأةً: هذه أنا، أنظري إنّي هنا، وأنتِ هنا... وهذا جان مصري عمّ دومينيك... لائحة لا تنتهي ولَّدَت عندي شعوراً رائعاً:

كلّ هؤلاء الشباب تأسَّسوا روحيّاً داخل العمل الرعويّ الجامعيّ الذي تركَ فيهم أثراً روحيّاً ترجموهُ إمّا بالتزامٍ رهبانيّ أو كنسيّ أو بتأسيس عائلة وتربية أولاد يحملون الإيمان نفسه وهم اليوم ملتزمون بالطريقةِ نفسِها. شكراً لكَ يا ربّ على هذا الكنز الذي ورثناهُ عن أهلِنا، أعطِنا أن نعرف كيف ننقله بدورِنا إلى الأجيال الصاعدة. هذه أجمل هديّة تلقّيتُها في بداية هذا العام الجديد. كلّ عام وأنتم بألف خير!!!

ديانا، أخوات يسوع الصغيرات

البوشريّة، في 5/1/2018