أين تجدوننا؟
إنّ أُخوّة البوشريّة، بالرغم من أنّ موقعها رسميّاً هو في البوشريّة، إلاّ أنّها في الواقع على أطراف برج حمّود في حيٍّ شعبيّ، وعلى خطوات من النبعة ومن الدورة. كلّ هذه الأحياء معروفة بأنّها شعبيّة وتجمع فسيفساء من الناس آتين من خلفيّاتٍ مختلفة. نجد بطبيعة الحال لبنانيين من طبقة إجتماعيّة متواضعة وآخَرين من طبقة أفقر، كما نجد إخوتنا الأرمن، والمهجّرين السوريين والعراقيين، والعمّال من جنسيّاتٍ مختلفة (مصريين، إثيوبيين، بنغلادشيين، فيليبينيين، إلخ...). والأُخوّة وسط كلّ ذلك؟ هذه السنة جماعتُنا هي على صورة حيِّنا، مُكوَّنَة من فسيفساء أخوات، إذ نحن ستة من خمس جنسيّات مختلفة.
ولكن لنَقُل أولاً بأنّ أُخوّة البوشريّة هي قبل كلّ شيء أُخوّة إقليميّة، أي مركزيّة لكلّ الأخوات في لبنان وسوريا، تستقبل في حضنِها لقاءات الإقليم في الشتاء، وأخواتٍ يأتين من أجل خدمة معيّنة على مستوى الإقليم (قد يكون للحسابات، أو لأمانة السرّ، أو لإجتماع مجلس إقليمي...) وأحياناً بسبب حاجة خاصّة (مثلاً الصحّة أو السفر، إلخ...).
إضافةً إلى ذلك، فمنذ صيف 2019 أصبحت أُخوّة البوشريّة أُخوّة دراسة. نحن إذاً الآن 6 أخوات:
- الأخت بيا، إيطاليّة، تسهر على تفاصيل الحياة اليوميّة الصغيرة، وبفضل نظرِها الثاقب والمنتبه تساعدنا كي نتعرّف ونلتقي بالناس الأفقر، بالأكبر سنّاً، أو بالذين يعيشون بعزلة. وبلفتة صغيرة منها تجعلنا نشعر كلّنا أننا "في بيتِنا".
- الأخت ديانا-ماريّا، لبنانيّة، تنطلق من البوشريّة لتقوم بخدمة مسؤوليّة الإقليم في لبنان وسوريا وتسهر على الوحدة بين الأخوات.
- الأخت لمياء، عراقيّة، ترافق الدارسات وتسهر على أن يكون هذا الوقت المعطى للدراسة مفيداً ومُستَغَلاًّ بأقصى حدّ. هذا يتضمّن أيضاً خدمة الإدارة المنزليّة وتأمين شؤون البيت العديدة وأيضاً الحضور في الحي.
- ويبقى نحن الأخوات الثلاثة: مايا (لبنانيّة)، كريستينا-هبة (مصريّة) وإِلجبيِتا-إيلينا (بولونيّة)، نعيش معاً فترة الدراسة، التي نحبّ أن نسمّيها فترة التعمُّق بالإيمان، حيث يقتصر إلتزامُنا الأساسيّ، ولمدّة سنتين، على أن نتبنّى غنى تراث الكنيسة لنغذّي به إيمانَنا، ونحاول أن نجسِّد ثمارَهُ في الحياة اليوميّة!
ونحن في أُخوّة البوشريّة ننتمي إلى رعيّة مار مارون المارونيّة، حيث نتغذّى معاً مما يُقدِّمه الكهنة لنا من غذاءٍ روحيّ ونسير مع أبناء رعيّتِنا للقاءِ الربّ وتمجيدهِ.
ضمن واقعنا هذا، نحاول أن نسير معاً مع كلّ الذين يحيطون بنا، أن نكون هذا الحضور المجّانيّ المحِبّ دون أن نميّز بين شخصٍ وآخَر. وإن منعَت الدروس بعضاً منا من الحضور بشكلٍ واقعيّ في الحيّ، إلاّ أنّها لا تمنعنا من أن نحمل أمام الله هموم كلّ الناس في صلاةٍ تشفُّعيّة مليئة بالرجاء نرفعها إلى يسوع ربّ المستحيل، هو الذي يعرف أن يُغدِق على كلّ إنسانٍ النعمة التي يحتاجُها بالأكثر.
داخل الأُخوّة، عندنا ساعة سجود مفتوحة للشبيبة مرّة في الشهر، تكون عادةً يوم الخميس الذي يقع في الأسبوع الثاني من كلّ شهر، في الساعة 7،45 مساءً. ندعوكم للمشاركة معنا بهذا الوقت. للوصول عندنا يمكنكم أن تأتوا من جهة مستديرة الدورة، حيث يجب الدخول إلى برج حمّود والوصول إلى الساحة عند محطّة أبو أرتين وتمثال الشهداء الأرمن. ومن هناك نأخذ شارع ماغي الحاج، المعروف بشارع العناية، وتقع الأُخوّة في المفرق الثالث على اليمين، أوّل بناية على اليمين، باب حديد أسود، مقابل نادي تهلريان للأرمن، الطابق الأوّل. نحن بانتظاركم، فأهلاً وسهلاً بكم. وإذا تُهتم في الطريق، يمكنكم أن تتصلوا بنا على الأرقام: 254105/01 أو 144488/76 وننزل لنأخذكم من أيّ مكانٍ قريب.
تاريخ أُخوّة البوشريّة
وُجدَت أُخوّة البوشريّة، وهي الأُخوّة الإقليميّة للبنان وسوريا، منذ كانون الأوّل 2003، حيث نُقلَت بعدما كانت في أنطلياس لسنواتٍ عديدة. وقد بحثنا عن بيتٍ يناسب لهذه الأُخوّة بعدما أصبح بيتنا في أنطلياس غير صالح للسكن. وكنا نحتاج أن يكون البيت أكبر من سائر الأُخوّات ليستطيع أن يستقبل كلّ أخوات الإقليم إذا احتجنا أن نعمل لقاء إقليم في فصل الشتاء وإذا احتاجت الأخوات من كافة الأُخوّات للمجيء إلى بيروت لزيارة الطبيب أو أية حاجة أخرى. وكنا نتمنى أن يكون موقعه سهلاً للوصول للجميع، وفي حيٍّ شعبيّ نسبيّاً، وفي محيطٍ مسيحيّ وضمن رعيّة تستطيع أن تحملنا وتسندنا ونستطيع من خلالها أن نكون قريبين من الشبيبة قدر الإمكان. فجاء إنتماؤنا إلى رعيّة مار مارون مناسِباً تماماً لتمنّياتِنا.