إنّ أُخوّة البوشريّة، بالرغم من أنّ موقعها رسميّاً هو في البوشريّة، إلاّ أنّها في الواقع على أطراف برج حمّود في حيٍّ شعبيّ، وعلى خطوات من النبعة ومن الدورة. كلّ هذه الأحياء معروفة بأنّها شعبيّة وتجمع فسيفساء من الناس آتين من خلفيّاتٍ مختلفة.

وُجدَت هذه الأُخوّة منذ سنة 1956 حين أتت الأخت مادلين، مؤسِّسَة الرهبنة، إلى لبنان وأرادَت أن تكون هذه الأُخوّة كنقطة إنطلاق لكلّ الأخوات الأوروبيات اللواتي سوف يُرسَلن إلى كافة البلاد العربيّة، سواءً في الشرق أو في أفريقيا الشماليّة، فتكون لهنّ محطة في بيروت لدراسة اللغة العربيّة قبل الإنطلاق إلى مختلف أماكن إندماجهنّ.

أُخوّتُنا مندمجة وسط مخيّمٍ فلسطينيّ في قلب مدينة صور. هذا المخيّم يعدّ 10000 نسمة تقريباً، من بينهم 27 عائلة مسيحيّة. سكان المخيّم هم فلسطينيّون مبدئيّاً، مع قلّة صغيرة من اللبنانيين، والآن يوجد بعض العائلات الفلسطينيّة السوريّة، وقد أتوا بعد التهجير من سوريا. بالإجمال المحيط بسيط وفقير والبعض يعيشون ظروفاً صعبة والجميع يعاني من عدم الرجاء بالمستقبل لأنهم فلسطينيّون فلا يستطيعون أن يحلموا بمستقبلٍ باهر لأولادِهم ولا بوظائف مهمّة.

تقع أُخوّتنا في بلدة الهرمل، في البقاع الشمالي. ومنذ تأسيسها سنة 1951 كان دورها ولا يزال السعي للعيش المشترك من خلال مشاركة الناس في حياتهم اليومية البسيطة والتضامن معهم بكل ما يعيشون والتقرب من الجميع دون استثناء. تجاور هذه البلدة بعض من القرى المسيحية: القاع، راس بعلبك والمعلقة، وأخرى مختلطة سلامية/مسيحية الفاكهة وجديدة الفاكهة.

لِكُلِّ أُخوّة وجهٌ مُميَّز يَبرزُ فيه بُعدٌ أساسيٌّ من دعوتنا، وأُخوّة بقعتوتة هي أُخوّة للصلاة والسجود والخلوة مع الربّ. تأسّسَت هذه الأُخوّة سنة 1985 في دير مار يوسف الذي هو وقفٌ ذرّيّ لآل عقيقي متعلّق بنيابة صربا المارونيّة... وقد توطَّدَت العلاقة مع عائلة عقيقي وأيضاً مع أهل بقعتوتة، يوماً بعد يوم، من خلال العمل المشترك والزيارات والخدمات المتبادلة والنشاطات الرعائية مع الشبيبة والعائلات، الخ...

تنتمي الأُخوّة في لبنان مباشرةً إلى الكنيسة المارونيّة واضعةً موهبتها الخاصّة في خدمة هذه الكنيسة التي تبنّت الأُخوّة منذ تأسيسها الأوّل في لبنان بكلّ رحابة صدر وتقدير. إنّها تنهل من روحانيّة هذه الكنيسة ومن الروحانيّة الشرقيّة عامّةً من خلال انفتاحها على كلّ الكنائس الشرقيّة. وانسجاماً مع مفهوم "لبنان الرسالة" في العيش المشترك بين المسيحيّين والمسلمين، الذي ركّز عليه المجمع المارونيّ، يتوضَّح تَوَجُّه كلّ من أُخوّاتنا سواءً أكان في الهرمل أو في بيروت رأس النبع وفي البوشريّة حيث أُخوّتنا الإقليميّة